مرضى ألزهايمر: العلاج بالضوء يقلل حدة الأعراض

مرضى ألزهايمر: العلاج بالضوء يقلل حدة الأعراض
(اخر تعديل 2023-12-21 07:56:21 )

يؤدي العلاج بالضوء إلى تحسينات كبيرة في النوم، وتخفيف الأعراض النفسية والسلوكية للمرضى الذين يعانون من مرض ألزهايمر، وفقا لدراسة جديدة نشرت يوم 6 ديسمبر /كانون الأول في مجلة PLOS ONE. غالباً ما يكون التدهور المعرفي المرتبط بمرض ألزهايمر مصحوباً باضطرابات في النوم، وأعراض سلوكية نفسية، بما في ذلك السلوك اللامبالي والاكتئابي والإثارة والعدوان.

كشفت المراجعة العلمية الجديدة لـ15 تجربة عشوائية محكومة، شملت 598 مريضاً مصاباً بمرض ألزهايمر، أن العلاج بالضوء لم يخفف الاكتئاب فحسب، بل قلل أيضاً مشاكل النوم والاضطرابات السلوكية مثل النطق غير الطبيعي، والأرق، والحركة المتكررة.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، تشينغهوي منغ، الأستاذة في كلية التمريض في جامعة ويفانغ الطبية في الصين، إن هذه النتائج، جنباً إلى جنب مع آثاره الجانبية المنخفضة، تشير إلى دور العلاج بالضوء كعلاج واعد لمرض ألزهايمر.

وأوضحت منغ في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الدراسة اعتمدت على تجارب أجريت في سبعة بلدان مختلفة بين عامي 2005 و2022، وكلها تتعلق بتدخل العلاج بالضوء لمرضى ألزهايمر.

وكان معظم المشاركين، البالغ عددهم 598 شخصاً، يعانون من الخرف الخفيف إلى المتوسط، وتراوحت أعمارهم بين 60 و85 عاماً.

تعد اضطرابات النوم شائعة بين مرضى ألزهايمر، إذ يعاني قرابة 70% منهم من اضطراب النوم في المراحل المبكرة، وفقًا لمنغ وزملائها.

وقالت الباحثة إن العلاج بالضوء أدى إلى تحسينات عامة في نوعية النوم، وتقليل النوم أثناء النهار، وزيادة الراحة أثناء الليل.

كما أشارت النتائج إلى فائدة تتعلق بإيقاع الساعة البيولوجية التي تنظم دورات النوم والاستيقاظ في أدمغتنا. كما كشفت أن العلاج بالضوء كان له تأثير إيجابي على المشكلات النفسية والسلوكية التي تؤثر على ما يقدر بنحو 90% من الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.

ووجد الباحثون أيضاً أن العلاج بالضوء يمكن أن يقلل من السلوك المهتاج وأعراض الاكتئاب، ما يؤدي بدوره إلى تقليل العبء والضيق الذي يمكن أن يعاني منه مقدم الرعاية.

وفي حين تعد مشكلات التفكير المشوش والذاكرة من الأعراض المميزة لمرض ألزهايمر، وجد الفريق بعض الأدلة على أن العلاج بالضوء كان مرتبطاً بانخفاض مقاييس الضعف الإدراكي وارتفاع مقاييس الوظيفة الإدراكية.

وعلى الرغم من قدرة أدوية مرض ألزهايمر على تخفيف الأعراض إلى حد ما، فإن الباحثين شددوا على أن الأدوية لا يمكنها إيقاف تطور مرض التنكس العصبي أو علاجه. إضافة إلى ذلك، قد يصاب بعض مرضى ألزهايمر بآثار جانبية مرتبطة بالأدوية، مثل ضعف الشهية والإسهال والهلوسة.

لذلك، يعتقد مؤلفو الدراسة الجديدة أنه من المفيد للغاية دراسة التدخلات غير الدوائية، مع فوائد محتملة في ما يتعلق بالسلامة وعدم التدخل الجراحي والتكلفة والآثار الجانبية.

ووفقاً للدراسة، قد يكون لدى مرضى الخرف حساسية ضعيفة للضوء بسبب تلف الأعصاب، وانخفاض التعرض للهواء الطلق، وعيوب العين المرتبطة بالعمر التي تمنع انتقال الضوء عبر العينين. وقد يفسر هذا جزئياً سبب حصول هؤلاء الأفراد على كميات غير كافية من الضوء

. أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة، أنه في حالة العلاج بالضوء الساطع، يجلس المريض أمام صندوق ضوئي يوفر إضاءة أكثر بنحو 30 مرة من متوسط ضوء المكتب لفترة محددة من الوقت كل يوم. تظهر بعض مناطق القشرة الدماغية حساسية لشدة الضوء.

وهناك أسلوب آخر أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية، ينقل ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة إلى الدماغ عبر سماعة رأس خاصة. وتسمى هذه التقنية التعديل الحيوي الضوئي.