السموم الثلاثة

السموم الثلاثة
(اخر تعديل 2023-06-21 07:09:24 )

يُطلق لقب السموم الثلاثة البيضاء على 3 أطعمة شائعة الاستخدام بشكلٍ كبير، وهي الملح والسكر والطحين الأبيض، وقد سميت بهذا الاسم نظرًا لكثرة أضرارها الصحيّة مقارنةً بفوائدها.

وفيما يأتي الكمية الموصى بها من كل نوع وبعض الأضرار المُتعلقة باستهلاك كلّ نوع من هذه الأطعمة:

السكر

الكمية الموصى بها من السكر يوميًا

تبلغ الكمية الموصى بها من السكر الأبيض يوميًّا للأشخاص الأصحاء حوالي 6 ملاعق صغيرة أو 24 غرامًا للنساء، وحوالي 9 ملاعق صغيرة أو 36 غرامًا للرجال.

أضرار الإفراط في تناول السكر

قد يُسبب تناول كمية كبيرة من السكر بحدوث العديد من الأضرار الصحية، من أهمّها:

  • خطر الإصابة بالسرطان

فتناول السكر بكميات زائدة قد يتسبب في حدوث بعض المشكلات التي تزيد من خطورة الإصابة بمرض السرطان، مثل: السمنة، والالتهابات، إذْ وجد أنّ تناول المشروبات والأطعمة السكرية بكثرة يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 23-200% وفقًا لما نشرته مراجعة علمية في مجلة (Annual Review of Nutrition found)عام 2018م.

  • تسوس الأسنان

يوفر السكر الغذاء المناسب للبكتيريا الموجودة في الفم، وينتج عن هضم السكر مواد حمضية قد تسبب تآكل مينا الأسنان وحفر الثقوب فيه فيحدث التسوس، لذلك يعدّ السكر من الأطعمة التي تزيد من فرصة حدوث تسوس الأسنان.

  • زيادة الوزن

يسبب تناول الأطعمة الغنية بالسكر زيادة في الوزن مع الوقت، وقد يعود ذلك إلى أنّ تناول السكر قد يؤثّر على مستوى هرمون اللبتين (Leptin)؛ وهو الهرمون الذي يساعد على التحكم في الوزن من خلال السيطرة على كمية الطعام التي يتناولها الفرد خلال اليوم.

  • حب الشباب

قد يزيد تناول السكر يوميًا من خطر الإصابة بحب الشباب المتوسط إلى الشديد لدى المراهقين، خاصةً إذا كانت الكمية تزيد عن 100 غم، وذلك بحسب الدراسة السريرية التي نشرت في مجلة (The Journal of Pediatrics) عام 2018م.

  • ظهور علامات التقدم في السن على البشرة

قد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى تكوين مركبات تؤثر على الكولاجين في البشرة، وتزيد فرصة ظهور تجاعيد وعلامات التقدم بالعمر على البشرة.

الملح

الكمية الموصى بها من الملح يوميًا

تبلغ الكمية الموصى بها يوميًا من الملح للأشخاص الأصحاء حوالي 1 ملعقة صغيرة (2300 مليغرام)، أمّا الأطفال دون 14 عامًا يجب أن تكون الكمية أقل من ذلك.

أضرار الإفراط في استهلاك الملح

قد يؤدي الإفراط في تناول الملح إلى العديد من الأضرار، بعضها يحدث مباشرةً، والبعض الآخر على المدى الطويل،ومن هذه الأضرار ما يأتي:

  • العطش الشديد

إنّ تناول طبق شديد الملوحة قد يثير الشعور بالعطش الشديد، وفي حالة عدم تزويد الجسم بكميات كافية من السوائل بعد تناول الطعام المالح، قد ترتفع مستويات الصوديوم في الجسم فوق معدلاتها الطبيعية؛ وقد يترتب على ذلك حدوث حالة خطيرة تعرف بفرط صوديوم الدم (Hypernatremia).

  • احتباس الماء

إذ تحتفظ الكليتين بالماء الزائد في الجسم للموازنة بين كمية السوائل وكمية الصوديوم بعد تناول كمية كبيرة من الملح، فتظهر علامات احتباس الماء على صورة تورم في الجسم، خاصةً في منطقة اليدين والقدمين.

  • ارتفاع ضغط الدم

إنّ الإكثار من تناول الملح قد يصاحبه ارتفاع في ضغط الدم، وقد يساعد الحدّ من استهلاك الملح على خفض مستويات ضغط الدم، إذْ لوحظ أنّ تقليل استهلاك الملح بمقدار 1 غم لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم يساعد على انخفاض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 0.94 ملم زئبقي، وذلك وفقًا لمراجعة علمية نشرت في مجلة (Global Heart) عام 2015م.

  • خطر الإصابة بسرطان المعدة

إذْ وُجدت علاقة بين كمية الملح المستهلكة بصورة منتظمة وارتفاع فرصة الإصابة بسرطان في الجهاز الهضمي، خاصةً بين الأفراد الذين يعانون من عدوى جرثومة المعدة، بحسب الدراسة التي نشرت في مجلة (Cancers) عام 2019م.

الطحين

الكمية الموصى بها من الطحين يوميًا

يجب أن تشكل الكربوهيدرات المستهلكة عمومًا (بما في ذلك الطحين) ما نسبته 45-65% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية الموصى بها للبالغين الأصحاء، فإذا كان الفرد يتناول 2000 سعرة حرارية في اليوم؛ فيجب أن تتراوح كمية السعرات المأخوذة من الكربوهيدرات بين 900-1300، أي ما مقداره 225-325 غرامًا.

أضرار الاستهلاك المفرط لمنتجات الطحين

قد يسبب الاستهلاك المفرط لمنتجات الطحين أضرارًا عديدة، بما في ذلك:

  • اضطراب مستويات السكر في الدم

قد يسبب تناول منتجات الطحين حدوث تغيرات كبيرة وسريعة في مستويات سكر الدم؛ وقد يُعزى ذلك إلى سرعة هضم هذه المنتجات نظرًا لقلة محتواها من الألياف والبروتينات التي تساعد على إبطاء عملية الهضم، الأمر الذي يترتب عليه حدوث ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم، ثم انخفاضه.

  • زيادة فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع 2

ترتبط زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني باضطراب مستويات السكر في الدم الذي تسببه منتجات الطحين؛ فارتفاع مستوى السكر السريع في الدم بعد تناول منتجات الطحين يُصاحبه زيادة إفراز الإنسولين في مجرى الدم لدفع السكر إلى داخل الخلايا، ومع تكرار حدوث ذلك، تصبح خلايا الجسم أكثر مقاومة للإنسولين؛ مما يسبب ارتفاع سكر الدم وحدوث مرض السكري.

  • أعراض الاكتئاب

فقد لوحظ أنّ استهلاك الكربوهيدرات المكرّرة كالطحين الأبيض قد يساهم في ظهور أعراض الاكتئاب لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وفق الدراسة التحليلية التي نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (The American Journal of Clinical Nutrition) عام 2015م.

  • زيادة الوزن

بسبب الهضم السريع لمنتجات الطحين، فإنّ ذلك قد يؤدي إلى الشعور بالجوع خلال فترة قصيرة من تناول هذه الأطعمة، والميل إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية، وبالتالي ارتفاع فرصة زيادة الوزن، ومن ناحية أخرى، غالبًا ما يُخزّن السكر الناتج عن هضم منتجات الطحين على شكل دهون ما لم تُستخدم على الفور في ممارسة الأنشطة اليومية.

السكر، والملح، والطحين؛ هي السموم البيضاء الثلاثة التي يظهر أنّ أضرارها الصحية أكثر من فوائدها، فتناول هذه الأطعمة بكميات كبيرة وبانتظام قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض؛ كالسكري من النوع 2 والسرطان، إلى جانب مشكلات صحية أخرى؛ كزيادة الوزن، واحتباس السوائل، وتسوس الأسنان؛ لذا يجب الحرص دائمًا على تناولها باعتدال وحذر وعدم تجاوز الحد المسموح به يوميًّا منها.