نصائح خبير حول الرياضة للأشخاص ذوي الاحتياجات

نصائح خبير حول الرياضة للأشخاص ذوي الاحتياجات
(اخر تعديل 2024-05-07 12:07:31 )

تُعتبر ممارسة الرياضة حاجة أساسية لبناء صحة سليمة نفسيًا وجسديًا، ولها أهمية إضافية بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تساعد على تحسين مهاراتهم الحركية واللياقة البدنية، كما تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، مع القدرة على التحكم في الوزن. ولا تقتصر فوائد الرياضة على الناحية الفسيولوجية فقط، بل تؤثر إيجابيا على المهارات الشخصية والاجتماعية.

ويشرح المدرب الرياضي، صاحب التجارب المهمة مع ذوي الاحتياجات الخاصة، سمير ديب، في مقابلة مع "العربي الجديد"، عن أهمية ممارسة الرياضة بالشكل الصحيح لذوي الاحتياجات الخاصة.

فوائد ممارسة الرياضة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة

تساعد الرياضة على تخطي الصعوبات والتحديات اليومية، ولا تقتصر أهميتها على صحتهم الجسدية ومرونة العضلات فقط، وإنما تؤثر بشكل غير مباشر على صحتهم النفسية، وبالتالي تفعيل دورهم في المجتمع. في ما يلي يشرح سمير ديب فوائد الرياضة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب تجاربه الشخصية معهم:

  • تعزيز قوة العضلات ومرونتها: إذ تعمل الرياضة على تحسين أداء ذوي الاحتياجات الخاصة البدني، لتطوير مهاراتهم الجسدية أثناء أدائهم لروتينهم اليومي، لا سيما في ما يتعلق بتفعيل عمل الأعضاء التي يجدون صعوبة في استخدامها.
  • التحفيز على الاستقلالية: تساعد على تخطي حاجز العجز في تحريك عدد كبير من أعضائهم الجسدية، ما يحفز استقلالية الروتين اليومي لديهم، وبالتالي تغيير نمط حياتهم نحو الأفضل.
  • تحسين الدورة الدموية: للرياضة تأثير إيجابي على صحة القلب وتنشيط الدورة الدموية، ما يقلل خطر الإصابة بأمراض عديدة.
  • التأثير الإيجابي على الصحة النفسية: يشعر ذوو الاحتياجات الخاصة بفرح كبير مع الوقت عندما يلاحظون التقدم ويشعرون بأنهم قادرون على ممارسة حركة كانوا يجدونها صعبة جدًا، هذه السعادة تقلل مستوى التوتر وتبقى معهم وترافقهم في حياتهم اليومية، ما يزيد من فرص اندماجهم في المجتمع ويقوي شخصيتهم.

التحديات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة

يشير ديب إلى أهمية اختيار أصحاب الاختصاص لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على معرفة أنواع التمارين التي يمكنهم ممارستها، فلكل حالة حركات خاصة وطريقة معينة لاعتمادها.

لم يذكر المدرب الرياضي في حديثه أي تمرين لا يمكن لذوي الاحتياجات الخاصة القيام به، لكنه يشدد على ضرورة اختيار التمارين الرياضية بدقة كي تساعد على تطوير عمل العضلات وليس الضغط عليها بشكل قوي.

ويؤكد ديب على أن الشعور بالعجز هو أكبر عائق أمام أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، والتفكير بأنهم غير قادرين على ممارسة الرياضة هو أكبر تحد عليهم مواجهته. وبحسب ملاحظاته، فإن التقدم الكبير يواكب أصحاب الإرادة والعزيمة على مواظبة ممارسة الرياضة، من هنا يرى أن التصميم على كسر كل الحواجز هو أهم خطوة لمباشرة الرياضة وتحويلها إلى روتين يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على التقدم صحيًا وجسديًا ونفسيًا.

وعمل سمير ديب مع عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لاحظوا تقدمًا كبيرًا في أدائهم اليومي، من بينهم فتاة مصابة بالشلل النصفي. وكانت الفتاة عاجزة عن التنقل بمفردها حتى على الكرسي المتحرك، إذ أصيبت بآلام في كتفيها بسبب التهاب الأوتار. لكنه عمل معها على تقوية الجزء العلوي من الجسم تدريجيًا بالتمارين المخصصة لحماية الأوتار وتفعيل عمل العضلات لتقويتها وللتخلص من الالتهابات.

وبالمواظبة على التمارين، استطاعت الفتاة النزول عن الكرسي إلى الأرض والصعود إليه مجدّدًا بمفردها، ما سهّل عليها متابعة حياتها اليومية من دون الحاجة إلى مساعدة أحد. ويشير ديب إلى أهمية الاستقلالية في الحركة والتنقل عند ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنها من أسس التقدم والنجاح والراحة النفسية.

نصائح مهمة تهمّ ذوي الاحتياجات الخاصة

بعد عدة تجارب مع ذوي الاحتياجات الخاصة وملاحظة التقدم الجسدي والنفسي لدى العديد منهم عند ممارستهم للرياضة، يشدد ديب على أن العائق الوحيد أمام قدرات هؤلاء الأشخاص هو التفكير بأنهم غير قادرين على ممارسة الرياضة. وينصح ذوي الاحتياجات الخاصة أولًا بالتحلي بالإرادة الصلبة، والتأكد من أنهم قادرون على التقدم بالرغم من كل التحديات، ثانيًا المواظبة على التمارين حتى لو كان التقدم بدرجات صغيرة لأن الصبر أساسي لنجاحهم، ثالثًا تخطي التعب الجسدي ومتابعة التمرين، لأن الآلام الآنية ستمنحهم راحة طويلة في حياتهم اليومية بالاستقلالية التي يحتاجونها.