أضرار الدهون

أضرار الدهون
(اخر تعديل 2023-06-08 11:41:47 )

قبل بيان أضرار الدهون بالتفصيل تجدر الإشارة إلى وجود أربعة أنواع من الدهون التي يتناولها الإنسان، ولكل منها تركيب كيميائي وصفات فيزيائية خاصة بها، وهي:


الدهون الضارة

وهي الدهون المشبعة (Saturated Fats) والدهون المتحولة (Trans Fats)، وحقيقة يؤدي استهلاك الدهون المشبعة إلى تراكم الكوليسترول في الشرايين، والذي قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، أما بالنسبة للدهون المتحولة؛ فهي أسوأ أنواع الدهون التي يمكن تناولها؛ إذ ترفع هذه الدهون من مستويات الكوليسترول الضار بالإضافة إلى أنها تخفض من مستويات الكوليسترول النافع في الجسم.


الدهون النافعة

وهي الدهون غير المشبعة (Unsaturated fats) التي تُقسم إلى الدهون غير المشبعة الأحادية (Monounsaturated fats) والدهون غير المشبعة المتعددة (Polyunsaturated fats)، وحتى لا تُسبب الضرر يجب أن يتم تناولها باعتدال بحيث تتم الموازنة بين السعرات الحرارية المتناولة والمحروقة.


أُجريت العديد من الأبحاث والدراسات حول أضرار الدهون وآثارها السلبية على الصحة، وفيما يأتي بعض الأمثلة على ذلك:


ارتفاع العوامل المسببة لأمراض القلب (الدهون المشبعة)

يؤدي ارتفاع نسبة الدهون المشبعة في الجسم إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، والذي يمكن اعتباره علامة حيوية تدل على ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد أظهرت نتائج مراجعة منهجية أن الحد من تناول الدهون المشبعة والاستعاضة عنها بالدهون المتعددة غير المشبعة له تأثير إيجابي على تحليل الدهون بما في ذلك خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، وهذا بحسب ما ورد عن منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) عام 2016.


خطر زيادة الوزن (الدهون المشبعة)

قد يتسبب تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، مثل: البيتزا، والمخبوزات المتنوعة، والأطعمة المقلية بزيادة عدد السعرات الحرارية المُتناولة يوميًا، والذي قد يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن.

وقد أشارت دراسة أن الدهون المشبعة يمكن أن تسبب السمنة بشكلٍ أكبر مقارنة بأنواع الدهون غير المشبعة الأحادية والمتعددة ونُشرت في مجلة (European Journal of Nutrition) عام 2014 م.


زيادة خطر الإصابة بالسكري (الدهون المتحولة)

إنّ استهلاك كمية كبيرة من الدهون المتحولة قد يزيد فرصة الإصابة بمرض السكري، وذلك لأنّه يؤثر بشكلٍ سلبي في حساسية الإنسولين، ولكن الدراسات حول تأثير الدهون المتحولة في هذا السياق ما زالت محدودة وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات في هذا الشأن.


زيادة خطر الإصابة بالسرطان (الدهون المتحولة)

لُوحظ وجود ارتباط بين زيادة استهلاك الدهون المتحولة وارتفاع خطر الإصابة بأنواع من السرطان، وبشكلٍ خاص سرطان الفم وسرطان البلعوم، وسرطان المريء، وذلك بحسب ما أشارت إليه مراجعة منهجية نُشرت في مجلة (American Society Of Clinical Oncology Journal) عام 2018 م. مع الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم آلية حدوث ذلك والتأثيرات الضارة المحتملة للدهون المتحولة في هذا السياق.


من النصائح التي تُقدم للتقليل من أضرار الدهون ما يأتي:


عدم تجاوز الكميات المسموحة من الدهون

تبعًا لنظام الكمية الغذائية المرجعية (Dietary reference intake)؛ تقدر كمية الدهون الموصى باستهلاكها من قبل الفرد البالغ بنسبة تتراوح بين 20 - 35% من مجموع السعرات الحرارية اليومية؛ مما يعني 44 - 77 غرامًا من الدهون يوميًا في حال استهلاك 2000 سعرة حرارية في اليوم، ويشار إلى أن الكميات الموصى بتناولها حسب نوع الدهون تندرج كالآتي:

  • 15 - %20 من الدهون غير المشبعة الأحادية.
  • 5 - %10 من الدهون غير المشبعة المتعددة.
  • أقل من 10% من الدهون المشبعة.
  • %0 من الدهون المتحولة.
  • أقل من 300 ميلغرام يوميًا من الكوليسترول بشكلٍ عام.


تجنب الأغذية الغنية بالدهون الضارة

يندرج تحت قائمة الأغذية التي تحتوي على الدهون الضارة -بنوعيها المشبعة والمتحولة- ما يأتي:


الأغذية التي تحتوي على الدهون المشبعة

توجد الدهون المشبعة في عدد من المنتجات، ويتفاوت ضررها بتفاوت مصادرها، بمعنى أنّ الأطعمة المصنعة التي تحتوي على الدهون المشبعة أكثر ضررًا من منتجات الحليب كاملة الدسم مثلًا، وفيما يأتي بيان بعض الأمثلة على هذه الأغذية بشكل عام:

  • المنتجات الحيوانية، مثل: الزبدة، والجبنة، والمثلجات، والحليب كامل الدسم.
  • اللحوم المليئة بالدهون.
  • بعض الزيوت النباتية مثل، زيت جوز الهند، وزيت النخيل.
  • وجبات الأكل السريع، والطعام المقلي.
  • المخبوزات المليئة بالسكر، واللحوم المُعالجة.


الأغذية التي تحتوي على الدهون المتحولة

تعد الدهون المتحولة الطبيعية والتي توجد في المنتجات الحيوانية آمنة إذا تم استهلاكها بكميات معتدلة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن استهلاك الدهون المتحولة المُصنعة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإصابة بالعديد من المشاكل الصحية كما ذكرنا سابقًا، ومن الأمثلة على الدهون المتحولة الزيوت المهدرجة جزئيًا، بالإضافة إلى بعض الأطعمة التي تعد مصدرًا للدهون المتحولة المصنعة، ومنها ما يأتي:

  • الأطعمة المقلية بزيت غزير، مثل: أصابع البطاطا المقلية والكعك المحلى.
  • الأطعمة التي تبقى طازجة بالرغم من عرضها على الرفوف في محلات البيع، مثل: رقائق البطاطا، والبسكويت، والمقرمشات، والسلع المخبوزة.
  • الأطعمة المُجمّدة، وخاصة اللحوم والبيتزا المجمدة.
  • الأطعمة التي تكون صلبة عند درجة حرارة الغرفة لكنها تصنع من الزيوت؛ كالسمن النباتي أو ما يعرف بالمارغرين (Margarine).


اختيار الدهون الصحية

يُنصح باختيار الأغذية الغنية بالدهون الصحية، مع التأكيد على عدم الإفراط في تناولها تجنبًا لزيادة الوزن أو أي أضرار أخرى، ومنها:

  • السمك: تعد الأسماك الدهنية، مثل: سمك السلمون، والماكريل، والسردين، والتونا مصادر غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية.
  • زيت الزيتون: يعد زيت الزيتون غنيًا بالدهون الجيدة والمفيدة للجسم سواء عند استخدامه للطبخ أو استخدامه ضمن وصفات بسيطة؛ كتتبيلة السلطة على سبيل المثال.
  • البيض: يعد البيض من المصادر الغنية بالبروتينات والدهون المفيدة؛ إذ تحتوي بيضة مسلوقة كبيرة على 4.7 غرام من الدهون ومعظمها من الدهون الصحية.
  • الحبوب: تحتوي الحبوب بمختلف أنواعها؛ كالفاصوليا وفول الصويا على أحماض أوميغا 3 الدهنية، وبالتالي فإنها تعد من العناصر الغذائية التي قد تفيد جسم الإنسان وعقله.
  • الأفوكادو: يحتوي الأفوكادوعلى نسبة كبيرة من الدهون الصحية، وبالتحديد الدهون غير المشبعة الأحادية من نوع حمض الأوليك (Oleic acid).
  • الزبادي كامل الدسم: يحتوي الزبادي كامل الدسم على العناصر الغذائية المهمة بالإضافة إلى احتوائه على البكتيريا النافعة التي لها تأثير إيجابي على الصحة.
  • الأجبان: تحتوي الجبنة على العديد من العناصر الغذائية المفيدة، وتعد مصدر جيدًا للفيتامينات والمعادن والبروتينات بالإضافة إلى الدهون الصحية.
  • المكسرات: تعد المكسرات غنية بالدهون الصحية، وفيتامين هـ، والمغنيسيوم، وتعد من أفضل المصادر النباتية الغنية بالبروتينات.
  • بذور الكتان: تزوّد بذور الكتان الجسم بأحماض أوميغا 3 الدهنية بالإضافة إلى الألياف الغذائية، ويشار إلى أن 2 ملعقة كبيرة من بذور الكتان توفر 9 غرام من الدهون التي تعد معظمها دهونًا غير مشبعة وصحية.
  • بذور الشيا: تعد بذور الشيا غنية بالعديد من العناصر الغذائية والدهون التي يتكون جزء كبير منها من أحماض أوميغا 3 الدهنية.
  • التوفو: يعد التوفو مصدرًا غنيًا بالبروتين النباتي والدهون الصحية غير المشبعة الأحادية والمتعددة.


إنّ تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون يبقى بالتأكيد جزءًا مهمًّا من النظام الغذائي الصحي، ولكن يجب اختيار أنواع الأطعمة التي تحتوي على دهون صحية كما ذكرنا، بالإضافة إلى الحرص على موازنة كمية السعرات الحرارية التي يتم تناولها من جميع أنواع الأطعمة مع كمية السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم،ومن الفوائد العامة للدهون ما يأتي:

  • تسمح الدهون للجسم بالاستفادة من أنواع الفيتامينات القابلة للذوبان فيها.
  • توفر الدهون المخزّنة في الجسم الطاقة اللازمة لجسم الإنسان خلال أوقات الجوع، كما تحمي الأعضاء الحيوية في الجسم؛ إذ تشكل طبقة حامية وعازلة تساهم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم وتحميه من الإصابات.
  • تعد الدهون ضرورية للحفاظ على صحة الجلد، كما تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الإبصار السليم وتطور الدماغ عند الأطفال والرضع.
  • تزود الدهون الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية التي يحتاجها ولا يستطيع إنتاجها؛ كحمض اللينوليك (Linoleic acid)، وحمض ألفا لينوليك (Alpha-linolenic acid)، والتي يتم الحصول عليها من المصادر الغذائية.


إنّ النظام الغذائي الذي يرتكز على كميات كبيرة من الدهون المتحولة أو المشبعة يؤثر بشكلٍ سلبي في صحة الفرد؛ إذ يزيد خطر السمنة والإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، وربما زيادة فرصة الإصابة بالسكري وبعض أنواع السرطان، ولكن لأنّ الدهون جزء مهم من النظام الغذائي الصحي للفرد؛ فإنّه يُوصى باختيار الأنواع الصحية (غير المشبعة الأحادية والمتعددة)، مع الحرص على موازنة كمية السعرات الحرارية التي يتم تناولها من جميع أنواع الأطعمة مع كمية السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم.