أعشاب لالتهاب المسالك

أعشاب لالتهاب المسالك
(اخر تعديل 2023-06-21 01:42:25 )


تُعدّ عدوى المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary Tract Infections)، والتي تُعرف اختصارًا UTIs، واحدة من أكثر الالتهابات شيوعًا وتكرارًا بين الأشخاص، وعادةً ما يتمّ علاجها بالمضادات الحيوية بشكلٍ فعّال، إلّا أنّ تكرار العدوى وكثرة استخدام المضادات لعلاجها قد يؤدي إلى تأثيراتٍ صحية سلبية، وهذا ما يدفع العديد من الأشخاص إلى البحث عن الخلطات الطبيعية العشبية، واستعمال المكملات الغذائية للتخفيف من التهاب المسالك البولية، وعلى الرّغم من أنّ الدراسات التي تدعم فعاليّة استخدامها محدودة، إلّا أنّه لا يمكن إنكار إمكانية وجود تأثيرٍ إيجابي لها في التخفيف من هذا الالتهاب.


ومن الجدير ذكرهُ أنّ استشارة الطبيب هي الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها قبل الشروع باستخدام أيّ مكملٍ غذائي أو عشبي، لاحتمالية التداخلات الدوائية، أو حدوث آثارٍ جانبيةٍ غير مرغوبة، أو خطيرةٍ في بعض الأحيان،ونذكر فيما يأتي بعض الأعشاب التي قد تكون مفيدة في التخفيف من التهابات المسالك البولية:



الشاي الأخضر

فوائد الشاي الأخضر للتخفيف من التهاب المسالك البولية

يحتوي الشاي الأخضر (بالإنجليزية: Green Tea) على مركباتٍ ذات خصائص مضادةٍ للميكروبات، وخاصّة بكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: E. Coli)، إذ وِفقًا لدراسة مِخبريةٍ منشورة في مجلة Frontiers in microbiology عام 2013، فإنّ المركبات المضادة للميكروبات في الشاي الأخضر، والتي تُعرف بالإيبيجالوكاتشين جاليت (بالإنجليزية: Epigallocatechin gallate) تُفرز في البول بتركيز عالٍ، ممّا قد يجعل لها دوراً مضاداً للالتهابات، لذلك فإنّه يمكن أن يكون للشاي الأخضر تأثير في تخفيف التهاب المسالك البولية الناتج عن العدوى التي تسبّبها البكتيريا الإشريكية القولونية.



طرق استخدام الشاي الأخضر

يتوفر الشاي الأخضر بالعديد من الأنواع والأشكال، والتي يمكن استخدامها للاستفادة من خصائصه المفيدة، ومن هذه الأنواع:

  • الشاي الأخضر المُحضّر والمحلّى والمُعبّأ.
  • أكياس الشاي الأخضر.
  • أوراق الشاي الأخضر.
  • بودرة الشاي الأخضر.
  • المكمّلات الغذائية للشاي الأخضر، وتكون إمّا على شكل كبسولاتٍ، أو مستخلصاتٍ سائلة.



درجة أمان الشاي الأخضر ومحاذير

يُعدّ تناول الشاي الأخضر بكمّياتٍٍ معتدلة لا تتجاوز الثمانية أكواب آمناً غالباً، ومن جهةٍ أخرى يُحتمل عدم أمان تناوله بكمياتٍ أكبر ولفترةٍ أطول، ويرتبط ذلك بالعديد من الآثار الجانبية، ويحدث ذلك نتيجة وجود مركب الكافيين في مكونات الشاي الأخضر، وتتراوح الأعراض الجانبية بين الخفيفة والخطيرة، ومنها ما يأتي:

  • الصداع.
  • العصبية.
  • اضطرابات النوم.
  • التقيؤ.
  • الإسهال.
  • التهيّج.
  • الدوخة.
  • طنين الأذن.
  • الرعشة.
  • حرقة المعدة.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • التشنجات.
  • اعتلال الكبد، نتيجة احتواء الشاي الأخضر على مادةٍ كيميائيةٍ يرتبط تركيزها المرتفع بحدوث أضرارٍ للكبد، ولتجنب ذلك يُنصح بشرب مستخلص الشاي الأخضر مع الطعام.



البابونج

فوائد البابونج للتخفيف من التهاب المسالك البولية

يُعدّ البابونج (بالإنجليزية: Chamomile) أحد الأعشاب التي قد تستخدم للحماية من التهابات المسالك البولية، حيث أشارت دراسة على الحيوانات نُشرت عام 2016، أنّ لمستخلص أزهار البابونج تأثيرٌ إيجابي في تقليل خطر الإصابة بهذه الالتهابات.



طريقة استخدام البابونج والكميات المسموحة

إنّ الجرعة المسموحة من البابونج للتخفيف من التهاب المسالك البولية غير معروفة، واستخدمت معظم الدراسات على فوائد البابونج بشكلٍ عامّ جرعاتٍ تتراوح بين 900-1200 مليغرام يوميًّا على شكل كبسولاتٍ، ويميل الكثير من الناس إلى شرب شاي البابونج الذي يُعدّ الشكل الأكثر شيوعًا، حيث يشرب بعضهم ما يقارب أربعة أكوابٍ يوميًّا، ولتحضيره، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • تسخين مقدار كوبٍ من الماء.
  • نقع كيس شاي البابونج أو زهور البابونج في الماء الساخن مدّة 5-10 دقائق، مع تغطية الكوب بصحنٍ أو ما شابه طوال تلك المدة.
  • شرب منقوع البابونج عندما يكون بدرجة حرارةٍ مناسبةٍ للشرب.

  • وكما ذكرنا سابقًا يجب استشارة الطبيب للحصول على النصائح حول استخدام أيّ منتج عشبي، بما في ذلك البابونج.


    عشبة عنب الدب

    فوائد عشبة عنب الدب لالتهاب المسالك البولية

    عشبة عنب الدب (بالإنجليزية: Uva Ursi) هي واحدة من النباتات المفيدة لالتهابات المسالك البولية، وتنبت هذه العشبة في المناخات الشمالية الباردة، بزهورٍ حمراء، وثمارٍ حمراء تُشبه التوت، وأمّا الأوراق فتمثل الجزء المُستخدم في الخلطات العشبية،ووِفقاً لدراسة منشورة في مجلة Current therapeutic research عام 1993، وأُجريت على 57 امرأة يُعانين من التهاباتٍ متكررةٍ في المثانة، كان لتناول عشبة عنب الدب مدّة شهرٍ واحد، تأثيرٌ إيجابيٌ في تقليل الإصابة بالالتهابات، ولم تثبت خلال الدراسة أيّ آثارٍ جانبية، لذلك قد يكون لعشبة عنب الدب تأثيرًا وقائيًّا من الإصابة بالتهاب المثانة.


    كيفية استخدام عشبة عنب الدب ودرجة أمانها:

    يتوفر مسحوق أوراق عنب الدب على شكل أكياس شاي، أو كبسولات، كما تستخدم أجزاء النبتة المختلفة في صنع مستحضراتٍ موضعيةٍ للجلد، ويجدر التنبيه إلى أنّ نبتة عنب الدّب قد تكون سامّة، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناولها، وبشكلٍ عامّ فإنّ مدة تناولها يجب أن لا تتجاوز الأسبوعين، ولا تزيد عن خمس مراتٍ في السنة، كما ينصح بعض المختصون بأنّ لا تتجاوز فترة تناولها الخمسة أيام.



    الثوم

    فوائد الثوم لالتهاب المسالك البولية

    يمتلك الثوم تأثيرًا مضادًا للبكتيريا، لذلك يمكن استخدامه في التخفيف من حالات التهاب المسالك البولية، والتي تعدّ شائعة بين النساء، وهذا ما أشارت إليه دراسة مِخبرية منشورة عام 2018.



    درجة أمان الثوم ومحاذير استخدامه

    يُعدّ استهلاك الثوم بالكميات الموجودة في الطعام عادة آمناً، أمّا بالنسبة لاستخدام مكملات الثوم، أو وضعه على الجلد أثناء الحمل أو الرضاعة فما زالت درجة الأمان فيها مجهولة، وقد يُسبّب استهلاك الثوم بعض الآثار الجانبية، ونذكر منها:

    • رائحة الفم والجسم الكريهة.
    • حرقة واضطراب المعدة، خاصّة عند تناول الثوم النيء.
    • ردود فعلٍ تحسسية لدى بعض الأشخاص.
    • زيادة خطر النزيف عند تناول مكمّلات الثوم، لذا يجب استشارة الطبيب عن تناول مكملات الثوم، إذا كان هناك استخدامٌ لأيّ من الأدوية المُميعة للدم مثل الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، أو احتمالية الخضوع للجراحة.
    • خطر حدوث التداخلات الدوائية مع بعض الأدوية، مثل دواء ساكوينافير (بالإنجليزية: Saquinavir) المُستخدم في علاج عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus).
    • خطر حدوث تفاعلات مع أنواعٍ أخرى من المكملات الغذائية أو العشبية.



    البقدونس

    فوائد البقدونس لالتهاب المسالك البولية

    بيّنت دراسة منشورة في مجلة International Journal of Medical Research & Health Sciences عام 2018، وشارك فيها 37 شخصاّ ممّن يُعانون من التهابٍ في المسالك البولية، أنّ استهلاك البقدونس قد يكون له دورٌ إيجابي في التخفيف من التهابات المسالك البولية، وذلك لامتلاكه خصائص مضادة للميكروبات، ولكن لا زال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيد هذا التأثير.



    كيفية تحضير شاي البقدونس

    يمكن تحضير شاي البقدونس باتباع الخطوات الآتية:

  • اختيار نوع البقدونس المفضّل؛ مسطح أو مجعد أو إيطالي.
  • إزالة الأوراق عن السيقان.
  • تحضير كمية أوراق بما يعادل ⅛-¼ كوب لكلّ كوب شاي.
  • وضع الأوراق في الكوب، أو في مصفاة الشاي.
  • ملئ الكوب بالماء الساخن.
  • ترك الأوراق منقوعة مدّة أربع دقائق، أو أكثر حسب الرغبة، وفي حال تجربة شاي البقدونس لأول مرة يُنصح بشربه خفيفاً، وزيادة مدّة النقع تدريجيًّا عند الاعتياد على طعمه.
  • إزالة أوراق البقدونس، وإضافة الليمون أو القليل من السكر لإضفاء النكهة، وبشكلٍ عام يُنصح بعدم الإكثار من استخدام السكر.


  • محاذير استخدام شاي البقدونس

    يُعدّ البقدونس واحدًا من الأعشاب الآمنة عند تناوله بالكميات الموجودة عادة في الطعام، إلّا أنّ هناك بعض المحاذير التي ترتبط باستخدامه، ونذكر منها ما يأتي:

    • وجود حساسية اتجاه البقدونس.
    • تناول الأدوية المُميّعة للدم، حيث يجب تجنب تناول كمياتٍ كبيرةٍ من البقدونس عند تناول الأدوية المميعة، لأنّ البقدونس يحتوي على نسبة ٍعاليةٍ من فيتامين ك المُخثّر للدم.
    • الحمل، تناول الكميات الكبيرة من البقدونس أثناء الحمل يحفزّ الانقباضات، أمّا تناوله بالكميات الموجودة في الطعام عادة يُعدّ آمناً.
    • تناول مدرات البول، نظرًا إلى أنّ البقدونس يمتلك تأثيراً مشابهاً للأدوية المدرّة للبول كالفوروسيميد (بالإنجليزية: Furosemide) والهيدروكلوروثيازيد (بالإنجليزية: Hydrochlorothiazide)، فإنّ تزامن تناوله مع مدرات البول يؤدي إلى فقدان الكثير من الماء، وربما الشعور بالدوار، وانخفاض ضغط الدّم.
    • تناول الليثيوم، عند استخدام الليثيوم يجب تناول البقدونس تحت إشراف الطبيب، لما قد يُسبّبه تداخل الليثيوم مع خصائص البقدونس المدرّة للبول من تسمّم.



    باتباع بعض النصائح والإرشادات يمكن تجنّب الإصابة بالتهاب المسالك البولية مرّة أخرى، ومن أبرز هذه الإرشادات ما يأتي:

    • المحافظة على رطوبة الجسم: إنّ شرب الماء بكمياتٍ كافية يُعدّ من أسهل الطرق للوقاية من عدوى المسالك البولية والتخفيف منها، حيث أنّ شرب الماء يساعد على طرح الفضلات خارج الجسم بكفاءة عالية، مع المحافظة على العناصر الغذائية والأملاح، كما أن له دورٌ مهمٌ في تخفيف تركيز البول، والتخلّص منه بسرعة، ممّا يُصعّب وصول البكتيريا المسببة للعدوى إلى الخلايا المبطنة لأعضاء الجهاز البولي.
    • تناول مصادر البروبيوتيك: إنّ تناول البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotic) أو ما يُعرف بالبكتيريا النافعة، هي واحدة من الطرق التي يمكن اتباعها للمحافظة على المسالك البولية سليمة وخالية من البكتيريا الضارة، وتتعدد مصادر البكتيريا النافعة، كاللبن، وبعض أنواع الجبن، والكفير (بالإنجليزية: Kefir)، ومخلّل الملفوف (بالإنجليزية: Sauerkraut).
    • الحصول على ما يكفي من فيتامين ج: يُعدّ فيتامين ج أحد مضادات الأكسدة التي تُحسّن وظيفة الجهاز المناعي، ونظرًا لقدرته على التفاعل مع النترات الموجودة في البول، وتكوين أكاسيد النتروجين (بالإنجليزية: Nitrogen oxides) التي تقلّل حموضة البول، يمكن أن يكون فيتامين ج سببًا في قتل البكتيريا، وتقليل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
    • شرب عصير التوت البري: يشيع تناول عصير التوت البري في حالات التهاب المسالك البولية، ويعود السبب في ذلك إلى احتواء التوت البري على مركباتٍ يُعتقد أنّها تحول دون التصاق البكتيريا بجدران المسالك البولية.
    • تجنب المشروبات التي قد تهيج المثانة: ويشمل ذلك القهوة والمشروبات الغازية التي تحتوي على عصائر الحمضيات أو الكافيين، حيث يُنصح بترك شربها طوال فترة العدوى لأنها قد تهيّج المثانة وتزيد الإحساس بالحاجة الملّحة للتبول.



    إنّ البحث عن العلاج المناسب لالتهابات المسالك البولية بعيدًا عن الأدوية أمرٌ يلجأ إليه الكثير من الناس الذين يعانون من الالتهابات المتكررة، ومن الأعشاب المستخدمة للتخفيف من الالتهابات؛ البقدونس، والبابونج، وعنب الدب، والثوم، مع مراعاة استشارة الطبيب والالتزام بالتعليمات وتجنب المحاذير عند تناولها.