التصاميم ذات المقاسات الكبيرة تتحدّى الأفكار

التصاميم ذات المقاسات الكبيرة تتحدّى الأفكار
(اخر تعديل 2023-08-17 01:00:44 )

بعدما سئمت أماندا مومينتيه من البحث عن ملابس مقاساتها كبيرة تُرضي ذوقها، أنشأت ماركة أزياء توفّر تصاميم مُناسبة للنساء الممتلئات، وهو مجال يشهد تنامياً في البرازيل حيث يعاني أكثر من نصف البالغين من الوزن الزائد.

وتوضح رائدة الأعمال البالغة 34 سنة والمقيمة في ساو باولو، لوكالة فرانس برس، أنّ "نظرة المجتمع" لها و"الأحكام المُسبقة" في حقها دفعتها لاتخاذ هذه الخطوة.

وكانت مومينتيه ترتدي خلال إحدى جلسات التصوير، بزّة سوداء من ماركتها ووندر سايز التي أنشأتها سنة 2017.

وتبادرت فكرة ابتكار علامة تجارية إلى ذهنها خلال ممارستها الرياضة، إذ إنّ الملابس الوحيدة التي كانت تجدها في المتاجر كانت ضيقة جداً.

ثم قررت الشابة ذات الشعر القصير الوردي التخلي عن وظيفتها في مجال العقارات والانطلاق في عالم الموضة.

ترتدي مومينتيه بزّة سوداء من ماركتها "ووندر سايز" (نيلسون الميدا/ فرانس برس)

وخلال السنوات الأخيرة، حقق مجال الموضة في مختلف أنحاء العالم تقدّماً في ما يخص معايير الجمال، مع زيادة التصاميم المخصصة للنساء المكتنزات.

وفي البرازيل، يساهم رواد الأعمال الشباب من أمثال أماندا مومينتيه ومؤثرون عبر الإنترنت وعارضات أزياء ممتلئات في توسيع سوق الملابس ذات المقاسات الكبيرة.

وتقول مومينتيه، التي تبيع ملابسها عبر الإنترنت أو ضمن معارض متخصصة، إنّ "تصميم الملابس الخاصة بالأشخاص الممتلئين ليس تشجيعاً على البدانة. فما نرغب فيه فقط هو توفير خيارات إضافية لهؤلاء"، مضيفةً "على الموضة أن تتكيف مع الأجسام، لا العكس".

وفي البرازيل، البلد الذي يضم أكبر عدد من السكان في أميركا اللاتينية، إذ تقطنه 203 ملايين نسمة، يعاني 57.25% من البالغين من الوزن الزائد، بينما يُعدّ 22.5% بدناء.

وبينما لا تزال أبرز الماركات توفر تصاميم محدودة من الملابس ذات المقاسات الكبيرة، تسعى الشركات الأصغر إلى "تلبية طلب مُتكتّم عنه"، بحسب رئيسة جمعية أصحاب الوزن الزائد في البرازيل مارسيلا ليز.

وتشير ليز إلى أنّ هذا القطاع شهد نمواً بأكثر من 75% خلال عشر سنوات حتى عام 2021، مع تحقيقه إيرادات بنحو 9.6 مليارات ريال (نحو 1.93 مليار دولار). وتضيف أنّ "العرض قد ارتفع لكنّه لا يزال أقل من الطلب" مع هوامش كافية "لتصل الإيرادات إلى 15 مليار ريال (3.01 مليارات دولار)، كما هو مُتوقّع بحلول عام 2027".

وترى أنّ هذا القطاع قد يواجه تحدياً يتمثل في "ارتفاع تكاليف إنتاج الملابس على نطاق صغير، في ظل وجود كميات كبيرة من الأقمشة".

لم تصل الموضة إلى مرحلة الشمولية المطلقة (فلورنسا غوازنارد/ فرانس برس)

وفي معرض بوب بلاس، المُقام حالياً في ساو باولو، يبحث عشرات الزبائن من نساء ورجال، عن ملابس ذات مقاسات كبيرة ترضي أذواقهم.

وتقول فلافيا دورانتيه، وهي ناشطة ومؤسِّسة هذا المعرض الذي يقام مرات عدة خلال السنة منذ تأسيسه عام 2012: "كان السوق يرى الممتلئين كأشخاص لا يهتمون بالموضة، ويسعون فقط إلى إخفاء أجسامهم".

تتابع: "سُجّل تقدّم في هذا الخصوص. ففي السابق، كان السوق يضمّ ملابس فقط، لا قطع تتماشى مع الموضة"، مضيفةً أن "الموضة ليست مجرد سلع استهلاكية بل تمثّل هوية الشخص وكرامته".

وسبق لليتيسيا مونّيز (33 سنة)، وهي مقدمة برامج تلفزيونية وعارضة أزياء للمقاسات الكبيرة، أن ظهرت على أغلفة مجلات وشاركت في عروض أزياء كثيرة ضمن أسبوع الموضة في ساو باولو.

ورغم التقدّم المُحرز في هذا المجال، تعتبر أن الموضة لم تصل إلى مرحلة الشمولية المطلقة. وتقول الشابة ذات الشعر البني الطويل: "لا يجرى التعامل معنا على أساس المساواة".

ففي معظم الأحيان، وخلال عروض أزياء أو إعلانات أو برامج تلفزيونية، يظهر الأشخاص الممتلئون بشكل محدود "كما لو أنّه ينبغي إعطاؤهم حصة من الحدث".

ولا يُترجم هذا الحضور بالضرورة إلى توفير الماركات البارزة مجموعة أكبر من الملابس ذات المقاسات الكبيرة، بحسب عارضة الأزياء التي يتابع حسابها في "إنستغرام" أكثر من مليون شخص. فمعظم الملابس التي ترتديها في الإعلانات أو في الصور التي تنشرها عبر وسائل التواصل تكون مُصنّعة استناداً إلى مقاساتها.

وكتبت في أحد منشوراتها عبر الإنترنت إنّ "كل شيء يتغيّر عندما ترتدي ملابس تظهر قيمة جسدك لا تخفيه".

(فرانس برس)