ومن الجدير بالذكر أنّ نبات الدُّخن ينمو في المناخ الجاف ومرتفع الحرارة أكثر من أنواع الحبوب الأخرى، كما أنّه يتكيف مع البيئة الرطبة والخصبة.
فيما يخص علاقة الدخن والسكري، فقد أشارت دراسة صغيرة نُشرت في مجلّة Nutrients عام 2018، وأُجريت على 50 شخصًا من الأصحاء الذين يعانون من ضعف تحمل الجلوكوز، إلى أنّ تناول 50 غرامًا من أحد أنواع الدٌّخن والمعروف بدخن ذيل الثعلب (Foxtail millet) يومياً يُحسن من التحكم بمستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ خاصةً بعد الأكل، وقد يعود تأثيره في ذلك إلى دوره في خفض مقاومة الإنسولين، والالتهاب، وزيادة مستويات هرمون اللبتين.
كما أشارت نتائج دراسة أخرى نُشرت في مجلّة Indian Journal of Medical Research عام 2016، إلى أنّ تناول الدخن بدلًا من الأرز، من شأنه خفض مستويات السكر في الدم بعد الأكل لدى مرضى السكري من النوع الثاني، إذ إنّ المؤشر الجلايمسيّ للدخن يُعدّ منخفضاً ويعادل 59.25، وقد يكون له دورٌ يساهم في التحكم في فرط زيادة سكر الدم، ولكنّه في المقابل لم يقلل مستوى سكر الدم الصياميّ، وبالتالي ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول ذلك.
أشارت دراسة أولية أجريت على الفئران ونُشرت في مجلّة Nutrition Research عام 2010، إلى أنّ تناول الدخن من نوع ذيل الثعلب، ونوع دخن بروسو أو الدخن الأبيض (Proso millet) من قِبل الفئران المصابة بفرط شحميات الدم يساعد على التقليل من مستويات الدهون الثلاثية، مقارنةً باستهلاك الأرز الأبيض، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
أشارت دراسة أولية أجريت على فئران مصابة بداء السكري من النوع الثاني، ونُشرت في مجلّة Japan Society for Bioscience, Biotechnology, and Agrochemistry عام 2009، إلى أنّ الدخن من شأنه زيادة مستويات الكوليسترول الجيد في الدم، وذلك عند تغذية الفئران بنظام غذائيّ غنيّ بالدهون ويحتوي على بروتين مركز من الدخن الياباني (Japanese millet) بنسبة 20% مدة 3 أسابيع؛ وأدى أيضًا إلى زيادة مستويات السيتوكين الدهنيّ (Adiponectin) الذي ينظم مستوى الجلوكوز، بالإضافة إلى خفض مستويات السكر والدهون الثلاثية في الدم.
أشارت دراسة صغيرة نُشرت في مجلّة Journal of Cereal Science عام 2018، إلى أنّ الدُخن يساعد على التقليل من ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع بسيط في مستوى ضغط الدم؛ حيث ظهر ذلك بعد إدخال الدخن إلى نظامهم الغذائي مدة 12 أسبوعًا، كما لوحظ انخفاض مؤشر كتلة الجسم وكتلة الدهون، وغيرها، وبالتالي فإنّه يُعدُّ من الأطعمة التي تُحسن الحالة الصحية، وتقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أشارت دراسة مخبرية نُشرت في مجلّة Toxicology Letters عام 2014 إلى أنّ مستخلص البروتين من نخالة دخن ذيل الثعلب يساعد على التقليل من خطر نمو الخلايا السرطانية بما في ذلك سرطان القولون، ويثبط من نموها.
يمتلك طحين الدخن ذات الفوائد التي ذكرت أعلاه للدخن، وينتج دقيق الدخن (Millet flours) من نبات الأثب الطیفي الأبيض (White teff) ودخن بروسو في العديد من البلدان كمنتج خالٍ من الجلوتين، ويستخدم في صناعة المخبوزات والمعكرونة.
كما تساهم إضافة طحين الدخن للمخبوزات في التعزيز من قيمتها الغذائية؛ فقد أشارت دراسة نُشرت في مجلّة Journal of Food Science and Technology عام 2019 إلى أنّ إضافة ما نسبته 30% من دقيق الدخن إلى المخبوزات من شأنه تعزيز محتواها من مضادات الأكسدة كالبوليفينولات ممّا قد يزيد من مدّة صلاحيتها، ويُحسن من قيمتها الغذائية، وفوائدها الصحية.
يُساعد الدخن أو الدخن اللؤلؤي (Pearl millet) على خسارة الوزن لاحتوائه على كمية عالية من الألياف التي تستغرق وقتًا طويلًا في الانتقال من المعدة إلى الأمعاء؛ مما يقلل من الشعور بالجوع لفترة طويلة، ويخفف من الكمية المُستهلكة من الطعام، لذا فإن فوائد الدخن للتسمين قد لا تكون حقيقة، وعلى العكس قد يُقلل الوزن بدلًا من أن يزيده.
وقد أشارت دراسة نُشرت في مجلّة Nutrients عام 2018 إلى أنّ استهلاك دخن ذيل الثعلب يساعد على خفض وزن الجسم، ومؤشر كتلة الجسم؛ الذي يقيس وزن الجسم نسبة إلى مربع طوله، ودرجة السُمنة.
يُعدّ الدخن غذاءً مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من الداء البطني أو السيلياك أو حساسية القمح (Celiac disease)؛ لكونه خالٍ من الجلوتين، ويمكن استخدامه لتصنيع الأطعمة والمشروبات الخالية من الجلوتين والتي تلبي احتياجات مرضى السيلياك.
يحتوي الدُّخن على الكربوهيدرات التي تُشكّل فيه نسبةً تصل إلى 65% بما فيها السكريات غير النشويّة والألياف؛ التي تساعد على تقليل الإمساك، وإبطاء إفراز الجلوكوز في الدم، وخفض نسبة الكوليسترول من الدم، بالإضافة لكونه مصدرًا غنيًا بالمعادن، وفيتامينات ب.
أما محتوى الدُّخن من البروتين فهو يتركز بنسبة 80% في سويداء البذرة (Endosperm)، وبنسبة 16% في جنين البذرة (Germ)، وبنسبة 3% في الغلاف (Pericarp)، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الدُّخن يُعدُّ غنياً بالكيميائيات النباتية (Phytochemicals)؛ التي تحسن الصحة والمناعة، وتعدّ من مضادات الأكسدة، وتساعد على طرح سموم الجسم، مثل: البوليفينولات، والليغنان (Lignan)، والفايتوستيرول، والإستروجين النباتي، والفيتوسيانين (Phytocyanins).
يرتبط تناول الدخن بالتسبب ببعض الأضرار لمحتواه من مضادات التغذية (Antinutrients) وهي مركبات تمنع أو تقلل امتصاص الجسم للعناصر الغذائية مما يؤدي إلى نقصها في الجسم، ويمكن التقليل من محتوى الدخن من تلك المركبات عن طريق نقعه طوال الليل في درجة حرارة الغرفة ثم غسله قبل الطهي.
كذلك فإن استنباته (Sprouting) من شأنه تقليل من محتوى المواد المضادة للمغذيات، ومع ذلك، فإنه من غير المحتمل أن يؤثر بشكل سلبي في الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا، ومن هذه الأضرار ما يأتي:
فقد يتسبب البوليفينول من النوع المُحْدِثٌ للدُّراق (Goitrogenic) المتوفر في الدخن في إضعاف وظيفة الغدة الدرقية؛ مما يؤدي إلى تضخمها (Goitre) وانتفاخ الرقبة، ويظهر هذا التأثير عند استهلاك البوليفينول بكميات كبيرة، وعامةً، يتداخل استهلاك الدخن مع وظيفة الغدّة الدرقية وذلك بحسب ما أشارت له دراسة أولية أجريت على الفئران ونُشرت في مجلّة Nutrition Research.
يؤثر استهلاك الدخن في مستوى امتصاص بعض المعادن بما فيها عنصر الحديد، والذي يكون امتصاصه أقل في الدخن مقارنةً بالأرز أو القمح، ويعود ذلك إلى محتواه العالي من الألياف الغذائية وبعض العوامل المضادة للتغذية، مثل؛ الفيتات (Phytates)، والعفص (Tannin).
يُعدُّ الدخن أحد مصادر النشويات التي تُشكّل المصدر الرئيسيّ للطاقة، بالإضافة إلى محتواه من بعض الفيتامينات والألياف كما ذكرنا سابقاً، وتساعد هذه الألياف على الشعور بالشبع، وتقليل استهلاك الطعام.
كما أنّه مفيدٌ في حال إصابة المرأة الحامل بسكري الحمل (Gestational diabetes) لكونه من الحبوب الكاملة، ويمكن اختيار العديد من أنواع الدخن لإضافتها إلى النظام الغذائي، وقد يساعد الطبيب أو اخصائي التغذية على اختيار النوع المناسب للحامل، ومن بين هذه الأنواع وأكثرها شيوعًا؛ دخن الإصبع، والدخن اللؤلؤي، ودخن ذيل الثعلب، والسورغم (Sorghum)، ودخن كودو (Kodo millet).
لا توجد دراسات مثبتة تبيّن فوائدًا خاصةً للدخن مع الحليب إلى الآن.
لا توجد دراسات مثبتة تبيّن فوائد الدخن للرحم إلى الآن.
من فوائد حبوب الدخن هو كونه قد يفيد الشعر، إذ قد يُعزّز نموّه ويُقلل تساقطه، إلا أنّه لا توجد دراسات تبيّن العلاقة بين تناول حبوب الدخن والشعر.
يُعد النوع الأكثر نمواً من الدخن هو الدخن اللؤلؤي، وفيما يأتي ذكر أنواع الدخن المختلفة: