"سيرك غزة الحر"... ضحكات بين قذيفة وأخرى

(اخر تعديل 2024-02-28 05:07:30 )

يحاول فريق سيرك غزة الحر تخفيف أثر القصف والدمار والتجويع والتهجير عن أطفال غزة، من خلال إدخال البسمة عليهم والترفيه عنهم في لحظات "طبيعية" نادرة.
ينشغل سيرك غزة الحر بالترفيه عن الأطفال اللاجئين في مخيمات النازحين في رفح، بالقرب من الجدار الذي يفصل قطاع غزة عن مصر، والتي يسكنها مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة.

"لا شيء يمنعنا من رسم البسمة"

على الرغم من نقص كل شيء، بما في ذلك الطعام والمياه النظيفة، يستحق الأطفال حمايتهم من ويلات الحرب، لهذا يقدّم سيرك غزة الحر أنشطة عدة داخل مراكز الإيواء وجنب المخيمات وفي الساحات على الحدود مع مصر.

تنشر حسابات سيرك غزة الحر أنشطة مركزه أثناء تقديمه الدعم النفسي خلال الحرب بالترفيه. يقول أحد منشوراته من رفح: "شارع وجدار يفصلنا عن جيراننا، ولا شيء يفرقنا عن رسم البسمة على وجوه أطفالنا". ويقول آخر إن "القوة التي يجب أن تمتلكها للحفر عميقاً والعثور على المتعة من أجل جلبها إلى الآخرين هي حقاً لا مثيل لها عندما يتعلق الأمر بغزة".
وسيرك غزة الحر هو مجموعة غير ربحية تهدف إلى نشر ثقافة السيرك في غزة بكافة أشكالها المختلفة، من خلال الدروس والورش والإقامات، على أمل خلق مساحة آمنة حيث يمكن للشباب والشابات أن يزدهروا للوصول إلى أقصى إمكاناتهم.
وبدأت فكرة سيرك غزة الحر في عام 2018 على يد مجموعة من بهلوانيي السيرك الشباب، والناشطين الاجتماعيين المقيمين في غزة.

ويقول الموقع الرسمي للسيرك: "وراء هذه المبادرة، يكمن إيماننا القوي بأن السيرك الاجتماعي يمكن أن يساعد الشباب الغزيين في تطوير شخصيتهم وهويتهم الفنية وقدراتهم الاجتماعية".
وقبل العدوان على قطاع غزة، حاول السيرك إشراك الأطفال والشباب في تجربة تعليمية إبداعية، من خلال توفير مساحة آمنة ومجهزة في البداية، مخصّصة لفن السيرك، لإضفاء تجربة إيجابية ممتعة على حياة الأطفال والشباب.

سيرك غزة للتفريغ العاطفي

يقول الفريق عبر موقعه: "سيرك غزة الحر كما نحلم به هو مكان للتفريغ العاطفي، مكان يمكننا جميعاً العمل فيه من خلال الصدمات التي تعرضنا لها بسبب الهجمات والحروب المستمرة على قطاع غزة، بطريقة منتجة، والتي يمكن أن تساعدنا جميعاً في النهاية، لكي نصبح أعضاء فاعلين وبنّائين في مجتمعنا".

وتقول المجموعة إن السيرك لعب دوراً مهماً في قطاع غزة، إذ قدّم الترفيه والإثراء الثقافي للسكان الذين عانوا من مصاعب وصدمات كبيرة، إذ كان السيرك بمثابة مصدر فرح وإلهام لفلسطينيين عدة، وخاصة الأطفال، الذين نشؤوا في منطقة تعاني من الصراع وعدم الاستقرار السياسي.

ويشرح الموقع أن "السيرك يوفر مساحة حيث يمكن للناس من جميع مناحي الحياة أن يجتمعوا معاً ويستمتعوا بمشهد الألعاب البهلوانية وألعاب الخفة وأعمال السيرك الأخرى. تساعد هذه التجربة المشتركة على بناء شعور بالانتماء للمجتمع، ويمكن أن تعزز التفاهم والتسامح بين الأشخاص الذين قد يكونون منقسمين بسبب الاختلافات السياسية أو الاجتماعية"