الفرق بين صعوبات واضطرابات التعلّم عند

الفرق بين صعوبات واضطرابات التعلّم عند
(اخر تعديل 2024-02-26 10:21:25 )

تختلف صعوبات التعلم التي يواجهها الأطفال عن الاضطرابات التعليمية التي تتنوع بحسب الأعراض، لذا يحتاج الأهل والعاملون في القطاع التربوي إلى التمييز بين الحالات واللجوء إلى المتخصصين لتشخيص حالة الطفل، وتقديم العلاج المناسب.
وتشرح لنا الأخصائية في علاج النطق واللغة نهاد حايك بستاني، الفرق بين اضطرابات وصعوبات التعلم، كما تقدم للأهل معلومات علمية تساعد في معرفة أعراض كل حالة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

أسباب صعوبات واضطرابات التعلّم

تشدد بستاني على أهمية التمييز بين صعوبات التعلّم والاضطرابات. إذ تعتبر صعوبات التعلّم نوعاً من التأخر في الاكتسابات على صعيد اللغة، شفهياً، أو في القراءة أو الكتابة، مقارنة بما هو متوقع ومطلوب من الأطفال في عمر معيّن. يمكن تخطي صعوبات التعلم باتباع العلاجات المناسبة مع الأخصائيين، ما يساعد الأطفال على متابعة مسيرتهم الدراسية بشكل طبيعي جداً. تشرح بستاني أسباب صعوبات التعلم التي غالباً ما تحصل نتيجة ظروف معينة مؤقتة ويمكن علاجها مثل:

  • عوامل نفسية: الخوف، التوتر، ضعف في الشخصية.
  • أساليب تعليم خاطئة أو غير مناسبة لكل الأطفال.
  • تغيير المدرسة.
  • ارتباطها بالوظائف الذهنية البسيطة مثل قلة التركيز، والذاكرة الضعيفة، وصعوبات إدراك الوقت والمساحة، وأساليب التعليم غير المناسبة للأولاد.

أما بالنسبة لاضطرابات التعلّم فهي مرتبطة بتكوين الدماغ والجهاز العصبي عند الأولاد منذ الولادة. ترافق الاضطرابات الأطفال دائماً ولا يمكن اعتبارها مشاكل بسيطة، إذ هي محددة حسب كل حالة، وآثارها شديدة، والأهم أنها ليست آنية، بل ترافق الطفل لوقت طويل. لكن مع ذلك تؤكد بستاني أن علاج اضطرابات التعلم يساعد على تطوير مهارات الطفل، ومنحه وسائل وأساليب لمتابعة وظائفه التعليمية. كما أن العلاج يعمل على توعية الأفراد العاملين مع الطفل وأهله للتأقلم مع قدراته الخاصة. تشير بستاني إلى أن غالبية الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم، يصعب عليهم متابعة دراستهم في المدارس العادية في مرحلة متقدمة، إذ يحتاجون إلى مدرسة تتبع نظام الدمج، كي تحضر برامج تعليمية شخصية لكل حالة.

أنواع اضطرابات التعلم

تشرح بستاني أنواع اضطرابات التعلم:

  • عُسر التعبير الكلامي Dysphasia: يظهر هذا الاضطراب عندما يجد الأولاد صعوبة كبيرة في لفظ الكلمات، أو عندما يكون مخزون التعابير التي يستطيعون لفظها صغيراً جداً، أو عندما لا يجيدون تركيب جمل كاملة ومفهومة، ما يترافق مع صعوبة في فهم اللغة. يمكن اكتشاف هذا الاضطراب في عمر مبكر، أي عن عمر 3 سنوات كحد أقصى. تنصح بستاني الأهل بالانتباه إلى كل الأعراض التي سبق ذكرها، إذ إن التشخيص المبكر يساعد على تقدم العلاج بشكل أفضل.
  • عُسر القراءة Dyslexia: يرتبط هذا الاضطراب بصعوبة كبيرة في استيعاب الحروف، وربطها لقراءة الكلمات. تظهر أعراض هذا الاضطراب في الحروف المتشابهة، حيث لا يستطيع الأولاد التمييز بينها.
  • عُسر الكتابة Dysorthographie: عدم القدرة على الكتابة بخط واضح، وغالباً ما يترافق مع عُسر القراءة. تكمن مشكلة هذا الاضطراب في صعوبة إيجاد الشكل المناسب للصوت الذي يسمعه الطفل ليجسده بحرف. كما لا يستطيع الأولاد في هذه الحالة التمييز بين الأصوات المتقاربة، وأحياناً لا يستطيعون ترتيب المقاطع الصوتية بالترتيب الذي يسمعونه لتشكيل الكلمات.
  • عُسر الحساب Dyscalculia: تبدأ هذه المشكلة في صعوبة استيعاب مفهوم الأرقام في منطق الحساب، ما يترتب عليه صعوبات كبيرة في فهم المعادلات الحسابية.

تشرح بستاني أن تشخيص الاضطرابات الثلاثة عُسر القراءة، والكتابة، والحساب، يبدأ عندما يبلغ الطفل بين 5 و6 سنوات، لكن تؤكد أنه من الصعب التمييز بين حقيقة المشكلة في هذه الحالات، إذا كانت ضمن إطار الاضطراب أو صعوبة التعلم. من هنا من المهم متابعة الأولاد مع الأخصائيين لتشخيص الحالة، ومتابعة تجاوب الأولاد مع طرق العلاج. ونكمل باقي أنواع الاضطرابات:
•عُسر الحركة Dyspraxia: يظهر تأخّر في نمو المهارات الجسدية، ويمكن ملاحظتها في الحياة اليومية عند الأولاد، إذ لا يستطيعون ارتداء ملابسهم أو ترتيب أغراضهم.
• اضطرابات قلة الانتباه التي يمكن أن تترافق مع فرط النشاط أو بدونه ADD أو ADHD، في هذه الحالة ينصح بمراجعة المعالج النفسي الحركي.
تشير بستاني إلى أنه في أوقات كثيرة تكون أعراض الصعوبات مشابهة لأعراض الاضطرابات، لكن الفرق الأساسي يبقى أن علاج الصعوبات يمكن أن يلغي المشكلة تماماً، لكن في حالات الاضطرابات يمكن التخفيف من عوارض المشكلة وآثارها لكنها لا تزول.

علاجات اضطرابات التعلّم

تؤكد بستاني أن الأهل بحاجة إلى استشارة المعالج بحسب الأعراض، وأحياناً يحتاج الأولاد إلى متابعة دقيقة، بالتعاون مع عدة معالجين:

  • معالج النطق Speech Therapist في حالات عُسر التعبير الكلامي، وعُسر القراءة، وعُسر الكتابة، وعُسر الحساب.
  • المعالج النفسي الحركي Psychomotor Therapist في عُسر الحركة أو مواجهة مشاكل في الخط والكتابة.
  • معالج نفسي في حالات اضطرابات قلة الانتباه وفرط النشاط.

تؤكد بستاني ضرورة تعاون المعالجين مع الأهل والمدرسة والأولاد، لإيجاد الحلول المناسبة لكل حالة لتقدم أسرع وسليم.